Heidi Montags Boob Job

السبت، 25 يوليو 2009

أول أوبرا باللغة العربية في رام الله بحضور اسرائيلي تلقى حضورا كبيرا وتثير جدلا


لم تمنع كل الدعوات التي أطلقتها جهات أدبية وثقافية فلسطينية، من أجل مقاطعة عرض الأوبرا الفلسطينية، المترجمة عن قصة عالمية، «كل قصة وإلْها حكاية»، الجمهور الفلسطيني من الحضور بشكل لافت وكبير إلى قصر رام الله الثقافي، لمتابعة العروض التي استمرت 3 ايام.

وعلى مدار الأيام الثلاثة، امتلأ قصر رام الله الثقافي، بجمهور استمع وصفق لـ 120 من العازفين والممثلين والمغنين الفلسطينيين، الذين أدوا أول أوبرا باللغة العربية في الأراضي الفلسطينية، بحضور صاحب الفكرة، الموسيقار الإسرائيلي، دانييل بارنبويم.

وتروي قصة الأوبرا، التي كتبتها الألمانية بولا فونفيك باللغة الألمانية وترجمت إلى العربية، قصة أميرة وقعت في حب صياد تحكيها العمة لابن أخيها الصغير الذي يحفظ القصة كاملة، إلا أنه يريد عمته دائما أن ترويها له.

وقالت فونفيك، التي شاركت أيضا في إخراج الأوبرا لـ«رويترز» بعد العرض «هذه قصة معروفة في العديد من الثقافات ويمكن أن تكون هنا أو هناك بصورة أخرى أو تفاصيل أخرى ولكنها الحكاية نفسها، حكاية الأميرة والصياد».

وقال الممثل الفلسطيني فرنسوا أبو سالم، مخرج العمل والمشارك بدور الغريب في القصة، لـ«رويترز» بعد العرض «هذا إنجاز فلسطيني ضمن الأدوات المتاحة وبمشاركة متميزة جمعت بين الفلسطينيين من الناصرة وحيفا ورام الله وبيت لحم... عملنا على تجاوز عدم وجود قاعة مخصصة لعرض الأوبرا فصممنا هذا المسرح الخشبي وجعلنا بداخله حفرة خصصت للأوركسترا». وأضاف «في عروض الأوبرا تكون الأوركسترا أمام المسرح ولكن... هذا ما أمكننا القيام به لنقدم أول أوبرا فلسطينية باللغة العربية بمشاركة مغنية الأوبرا الفلسطينية إيناس مصالحة، إلى جانب الفنان مروان شامية والفنانة نسرين فاعور وعدد من الأطفال».

وتقدم الأميرة (إيناس مصالحة) دورها عن طريق الغناء الأوبرالي بصوتها القوي رغم الضعف الذي لحق ببعض المقاطع نتيجة الترجمة وترافقها مشاهد يؤديها الأطفال والصياد (مروان شامية) بمرافقة الأوركسترا. وتروي الأميرة قصة حبها للصياد الفقير واتفاقها معه على الزواج مشترطا عليها عدم معايرته بأنه كان صيادا وإذا ما فعلت فإنه لن يتكلم أبدا وسيختفي، وهذا ما يحدث.

وتبدأ الأميرة رحلة بحث طويلة من ميناء إلى ميناء ومن جزيرة إلى جزيرة عن الصياد الذي أسرها بحبه لتجده وتعتذر له وبعد محاولات عديدة يعود للكلام مرة أخرى.

وينظر الفلسطينيون إلى تقديم أول أوبرا فلسطينية باللغة العربية على أنها إنجاز كبير وخطوة على طريق تقديم عروض أوبرا أخرى في المستقبل. وكشف العمل عن وجود عدد من الإبداعات الموسيقية والفنية الشابة يرى مخرج العمل أن بالإمكان البناء عليها ليكون هناك خلال السنوات القادمة مجموعة من المحترفين في الموسيقى والتمثيل والغناء. ويطمح القائمون على هذا العمل الفني أن تتاح لهم فرصة للقيام بجولة عروض في الدول الأوروبية.

وقال الموسيقار الفلسطيني المعروف، رمزي أبو رضوان، الذي شارك عدد من طلابه في الأوبرا لـ«الشرق الأوسط» «الأداء كان رائعا، ليس مهما من يكتب الأوبرا، المهم من وكيف تؤديها».

والتقى ممثلو ومغنو الأوبرا من الناصرة وحيفا ورام الله وبيت لحم، وغنوا رغم الاتهامات التي واجهوها بأن هذا العمل الذي يدعمه بارنبويم، يندرج في إطار التطبيع مع إسرائيل.

وقال أبو رضوان «بارنبويم حضر في اليوم الثالث فقط وعندما دخل صفق له الحضور طويلا، إنه معروف بمواقفه المثيرة للجدل في إسرائيل». وكان بارنبويم أسس مع المفكر الفلسطيني الراحل إدوارد سعيد أوركسترا «الديوان الغربي ـ الشرقي»، في البداية، ومن ثم أسس مؤسسة «برنبويم/ سعيد» التي أشرفت على عروض الأوبرا في رام الله. واستغرب أبو رضوان أن 6 جهات ثقافية فلسطينية كبيرة، أصدرت بيانا نددت فيه باستضافة «قصر رام الله الثقافي» للعرض، خصوصا أن هذه الجهات اعتبرت مواقفه «ملتبسة» من العدوان الأخير على غزّة.

وعلق أبو رضوان، «هذا جهل، بارنبويم لم يأت ليقدم عرضا، بل جاء ليحضر العرض». وكان «بيت الشعر الفلسطينى»، و«الاتِّحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين»، و«الاتِّحاد العام للفنانين التعبيريين»، و«جبهة المثقفين الفلسطينيين»، و«الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل» أصدروا بيانا دعوا فيه إلى مقاطعة الحفلة، وأوضحت الجهات الموقِّعة على البيان، أنَّ معارضتها لإقامة هذه الحفلة غير مبنية على رفض هوية بارنبويم الدينية، بل هي موقف سياسي مبني على «انطباق تعريف التطبيع على أهداف المؤسسة وأنشطتها، بما في ذلك حفلة رام الله».

واعتبر البيان أن «مؤسسة بارنبويم/سعيد.. أوركسترا الديوان الغربي الشرقي» مشروع فلسطيني إسرائيلي مشترك «لا يهدف صراحة إلى مقاومة أو فضح الاحتلال وكلِّ أشكال التمييز والاضطهاد الممارس على الشعب الفلسطيني»، ويدعو للتغلب على «الكراهية والعداء بين الشعبين» من خلال الموسيقى والحوار، من دون ذكر الاحتلال والعنصرية الممارسة بحق الشعب الفلسطيني».

وقال بارنبويم «إن مشروعنا ليس تطبيعا مع فلسطين المحتلة وإنما هو نشاط تضامني مع الشعب الفلسطيني وضد انعدام الإنسانية».

ورفض بارنبويم وصف ما يقوم به من عمل موسيقي بالتطبيع بين الفلسطينيين والإسرائيليين وقال «المشاركون في هذا العرض كلهم فلسطينيون من رام الله وحيفا والناصرة». وأضاف «ما أقوم به يأتي في إطار التضامن والدعم والتأييد للشعب الفلسطيني».

وتابع «يؤلمني أن أشاهد القمع الإسرائيلي للنشاطات الثقافية فالحكومة الإسرائيلية لا تملك الحق بمنع الاحتفالات الثقافية الفلسطينية كما حدث في القدس في الفترة الأخيرة خلال الاحتفالات بالقدس عاصمة للثقافة العربية». وحصل بارنبويم على جواز سفر فلسطيني لمواقفه الداعمة للفلسطينيين.

ويطمح القائمون على الأوبرا للقيام بجولة عروض في دول العالم، وقال أبو رضوان «هذه فرصة مهمة، ممكن أن نبني عليها، وأعتقد أننا سنعرض في دول أوروبية» لكن أبو رضوان أوضح أنه لا توجد خطط جاهزة حاليا لمثل ذلك. وتابع «الأداء سيفرض نفسه دون شك».

وولد بارنبويم قبل 62 عاما في الأرجنتين، لعائلة يهودية، هاجرت إلى إسرائيل، وهو معروف بمواقفه المعتدلة من الصراع العربي ـ الإسرائيلي. وبالإضافة إلى أنه موسيقي وعازف بيانو وقائد أوركسترا عالمي، فإنه يكتب مقالات، ويتقن سبع لغات، وله عدة كتب. وقبل أعوام افتتحت مؤسسته روضة موسيقية للأطفال في رام الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق