Heidi Montags Boob Job

الثلاثاء، 21 يوليو 2009

جاذبية غير مصقولة لفرح حوراني


بحضور حشد من ممارسي التصوير الفوتوغرافي والفنانين والنقاد افتتح السفير البريطاني في الأردن السيد "جيمس واط" معرض المصورة الفوتوغرافية الشابة فرح حوراني، الذي حمل عنوان "جاذبية غير مصقولة"، واقيم في جاليري رؤى32 للفنون.

وقد ضم المعرض ستين صورة فوتوغرافية من مختلف المقاييس الكبيرة والمتوسطة والصغيرة، التي التقطت من مناطق عدة في الأردن وخارج الأردن. وقد أظهرت الصور المعروضة اهتماماً خاصاً بالناس وملابسهم والحالات الانسانية التي وجدتهم فيها، كما أظهرت اهتماماً مماثلاً بالحيوانات مثل الجمال والدواب في البتراء ووادي رم.

ومن الناحية البصرية فقد ميزت فرح حوراني نفسها بعرض الصور وانعكاسها على سطح واحد ودون فواصل بين الاثنين، مما أعطى الصور طابعاً بانورامياً وغرائبياً، مع التلاعب بالألوان الأصلية لتضفي على صورها أجواء خاصة.

ورغم ادراك المشاهد لأصول اللعبة التي تقوم بها فرح حوراني إلا إنها تنجح في استدراج المشاهد إلى نوع من الخديعة البصرية، التي تتقبل الصورة وانعكاسها باعتبارهما صورة واحدة وتتعامل معها على هذا الأساس.

وحول معرضها هذا كتب والدها هاني الحوراني، وهو أيضاً مصور فوتوغرافي مقالة خاصة عن ابنته فرح، وعن معرضها "جاذبية غير مصقولة" وفيما يلي مقتطفات من مقالته.

فرح حوراني كمصورة فوتوغرافية

تتفق طباع فرح حوراني، المولودة في 29 ديسمبر/ كانون الأول 1991، مع طباع أنظارها من مواليد برج الجدي. فهي تعشق تسلق المرتفعات أو المضي قدماً في المناطق الوعرة، مستعيرة كاميرا كبيرة الحجم لا تتفق مع سنها أو وزنها حين كانت طفلة في السادسة أو السابعة من العمر، باحثة عن لقطة فريدة أو صورة غريبة تعود بها.

كانت فرح تخوض سباقاً مضنياً لي، في رحلتها الباحثة عن التميز المقرون، عادة، بالعناد والاصرار على التفوق. هذه هي فرح الطفلة في ذاكرتي والذاكرة الجمعية للأسرة.

ورغم ولعها المبكر في تصميم الأزياء الا أن هذا لم يمنعها من تعلم مهارات فنية جديدة، أو اتقان فنون لا صلة لها مباشرة بالأزياء، مثل التصوير الفوتوغرافي. لقد كانت الكاميرا رفيقة قديمة لها منذ سن مبكرة للغاية، وكانت تعود الينا من رحلاتها المدرسية برزمة من الأفلام للتحميض والطباعة لنجد فيها لقطات أكثر من مميزة. إنها تبحث، كما تقول، عن غير العادي في وسط الأشياء العادية!

لقد اعتدت أن أصحبها معي في رحلات التصوير الخارجية (خارج الأردن وداخله)، وحين أعود وأقارن ما بين ما أصوره، وما تبحث عنه عين فرح، أجد تلك الخصائص المميزة لأعمالها: البحث عن المفارقات، الاهتمام بالأشخاص وأزيائهم والكتابات على قمصانهم، أو التفاصيل الثرية على جدران الشوارع (مثل بقايا ملصقات الدعايات الانتخابية)، أو الاهتمام بالحيوانات (الدواب والجمال في البتراء ووادي رم).

لا تتردد فرح في "التلاعب" بالصور والتصرف بألوانها أو عكس اتجاهها، أو تكرارها بألوان مختلفة ضمن ذات الإطار. فالتصوير بالنسبة لها وسيلة للتعبير، وأداة للإدهاش وإحداث المفارقة، وهي تستمتع بأثر هذه "الألعاب" على المشاهدين الذين غالباً ما تدفعهم الى الابتسام.

لقد قيل الكثير عن أثر البيئة المحيطة في صياغة المواهب الفنية، وليست فرح استثناء من هذه القاعدة، فقد ولدت مع ولادة جاليري بلدنا، أول صالة عرض خاصة للفنون في الأردن (حالياً مركز رؤى للفنون)، ورافقت أجيالاً من الفنانين الذين مروا على الصالة المذكورة، هذا فضلاً عما كانه منزلها العائلي منذ بدأت بتعلم المشي: مجرد قماشة كبيرة للرسم واللهو!

لكن الملفت تلك النزعة التجاوزية لدى فرح تجاه البيئة الحاضنة، وتلك الاستقلالية الصارمة التي تمارسها نحو "سطوة" البيئة وقيودها الثقافية والأسلوبية. وكأن فرح، منذ وعت أثر تلك البيئة عليها، بات التحدي الأكبر لها هو تجاوز حدود تلك البيئة ورفض القولبة التي ربما تنطوي عليها.

في معرضها الفوتوغرافي الأول: "جاذبية غير مصقولة"، تقدم فرح حوراني عيّنة من أعمالها التصويرية التي ترى العالم من خلالها، حيث المشاهد الواقعية تغدو سريالية بتدخل بسيط منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق