Heidi Montags Boob Job

الثلاثاء، 10 مارس 2009

عادل امام .. مشاغباته السياسية قادته لاهدار دمه



إذا كان الوصول إلى القمة صعبا، فالحفاظ عليها أصعب كثيرا، تلك الحقيقة أدركها جيدا الفنان المصرى عادل إمام، وظل يضعها نصب عينيه قبل الإقدام على أية خطوة فنية، فلقب الزعيم الذي بات مرادفا لاسمه لم ينله بين يوم ليله، بل كان نتيجة مشوار فنى استمر لما يقرب من نصف قرن، حيث بدأ بمشاهد قليلة اعتبرها البعض أدوار "كمبارس" إلى أن اعتلى عرش الكوميديا.

نادرون هم الذين يحتلون قلوب الجماهير لفترات طويلة.. على رأس هؤلاء الفنان عادل إمام الذي شغل الرأى العام المصري والعربي مؤخرا عقب تصريحاته التي حمّل فيها حركة "حماس" مسؤولية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ومقتل المدنيين فيها، وسخر من المظاهرات المنددة بالهجوم على اعتبار أنها تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها.

تصريحات إمام أثارت عاصفة من الهجوم ضده كان أبرزها الفتوى التي أصدرها ما يسمى بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب" بإهدار دمه، وهو نفس التوقيت الذي أثار حوله ضجة مماثلة العام الماضي، حين أعلن عن تأييده توريث الحكم لجمال نجل الرئيس المصري حسني مبارك.

الطريق إلى العرش

لفت إمام الانتباه إليه في مسرحية "السكرتير الفني" التي شارك فيها بدور صغير أمام الفنان الراحل فؤاد المهندس، فأسند إليه العديد من المخرجين والمنتجين عددا من الأدوار الصغيرة في أفلام البطولات الجماعية الخفيفة التي استغلها في بلورة شخصيته الكوميدية في أفلام بالأبيض والأسود، ومنها "الخروج من الجنة" و"عفريت مراتي" و"لصوص لكن ظرفاء" و"البحث عن فضيحة" و"إحنا بتوع الأتوبيس" وغيرها.

وبعدها شارك في بطولة مسرحية "مدرسة المشاغبين" مع الراحل أحمد زكي وسعيد صالح ويونس شلبي وحسن مصطفي وسهير البابلي وهادي الجيار وتأليف على سالم وإخراج جلال الشرقاوي، وكان امتلاء المسرحية بعديد من المواقف الكوميدية الساخرة التي كانت انعكاساً لفترة انهارت فيها القيم التقليدية للمجتمع المصري والمعروفة باسم فترة ما بعد النكسة والانفتاح، حيث أصبحت قيم كثيرة مثاراً للسخرية سبباًً في شهرتها، وأيضا في صعود نجومها إلى القمة لاحقا.

وانطلق إمام إلى آفاق أكثر رحابة وصلت إلى الذروة عام 1979، حين حقق فيلم "رجب فوق صفيح ساخن"، الذي لعب بطولته، أعلي الإيرادات في ذلك الموسم، وكان هذا العام إيذانا بتربعه وسيطرته على شباك التذاكر في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي، وأتاح له هذا التربع تقديم نماذج وشخصيات، جسد فيها دور المصري بمختلف مراحله ومستوياته، ومنها الشاب المتعلم أو الريفي البسيط الذي يتصدى لقسوة الحياة كما في أفلام "المتسول" و"كراكون في الشارع" و"احترس من الخط" و"خلي بالك من جيرانك".

ولم ينس في الوقت نفسه نصيبه من الأفلام الجادة التي حازت إعجاب النقاد إلى جانب الجمهور، كما في "حب في الزنزانة" و"المشبوه" مع السندريللا سعاد حسني و"الأفوكاتو" و"الهلفوت" و"حتى لا يطير الدخان" و"الغول"، وبعدها واصل نجاحا من نوع جديد جمع فيه ما بين الشق التجاري في أفلام من نوعية الحركة "الأكشن" وضخامة الإنتاج، ومنها "النمر والأنثى" و"المولد" و"شمس الزناتي" من إخراج سمير سيف الذي يتفرد في هذا النوع من الأفلام.

هموم رجل الشارع

أفلام "الزعيم" مع بداية التسعينيات أخذت بعدا جديدا ساهم في ترسيخ نجوميته في قلوب محبيه من خلال الصبغة السياسية الاجتماعية التي تعكس اهتمامات رجل الشارع العادي في المجتمع المصري والعربي بشكل كوميدي ساخر، إلى جانب انتهاجها جرأة أثارت جدلاً حول عدد من القضايا السياسية والدينية والاجتماعية، ومنها "الإرهابي" للينين الرملي وإخراج نادر جلال، وهو الفيلم الذي جرى إنتاجه تحت حراسة مشددة من الشرطة، ثم كون ضلعا مهما في مثلث جمعه مع المؤلف وحيد حامد والمخرج شريف عرفة لمناقشة قضايا فساد الكبار في الدولة التي عجزت عن حماية المواطنين وأثقلت كاهلهم بأمور وأشياء لا قبل لهم بها ومنها "الإرهاب والكباب" و"المنسي" و"طيور الظلام" و"النوم في العسل" وغيرها.
نقلة عالمية

كان مطلع الألفية الجديدة فاتحة خير على عادل إمام، ففي الوقت الذي اختير فيه عام 2000 سفيراً للنوايا الحسنة من قبل المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وصل إلى ذروة النضج والخبرة الفنية، وانتقل نجاحه من النطاق المحلي والعربي إلى العالمي، حين عرض فيلم "عمارة يعقوبيان" في عدة مهرجانات عالمية، ومنها مهرجان تريبيكا السينمائي الدولي في نيويورك.

وأشاد النقاد العالميون والعرب بشخصية "زكي الدسوقي" التي جسدها في الفيلم، وهو ما تكرر في فيلمي "مرجان أحمد مرجان" و"حسن ومرقص" أمام النجم العالمي عمر الشريف، في أول لقاء فني يجمع بين النجمين الكبيرين.

جدل وانتقادات

تعرض إمام خلال مشواره الفني لعديد من الانتقادات من بعض الإسلاميين بدعوي استهزائه ببعض الجماعات الدينية وهجومه على ما يسمى بـ"الإسلام السياسي" واتهامه بالتحريض على العنف في فيلمي "الإرهابي" و"طيور الظلام"، كما انتقده البعض لاحتواء بعض أفلامه على مشاهد "خارجة" حسب وصفهم.

ولم يسلم من الانتقادات في آخر أفلامه "حسن ومرقص" بدعوي استئذانه من البابا شنودة الثالث -بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية- لكي يقوم بدور قسيس في فيلم "حسن ومرقص" وهو ما لم يفعله مع الأزهر في أي من أعماله السابقة بشأن أدواره التي تناول فيها قضايا تخص التيارات الدينية الإسلامية.

ثلاثة أولاد ومسلسلان

ولد الزعيم في 17 مايو 1940 في المنصورة وتخرج في كلية الزراعة بجامعة القاهرة، والتي خرج منها كثير من الفنانين المصريين، وبدأ حياته الفنية على مسرح الجامعة، ومنها صعد بالتدريج إلى النجومية وتزوج في بداية مشواره من السيدة هالة الشلقاني ولديه ثلاثة أبناء أكبرهم المخرج السينمائي رامي إمام وابنته الوحيدة سارة إمام والمتزوجة من نجل المهندس نبيل مقبل أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأخيراً الممثل الشاب محمد إمام الذي درس في الجامعة الأمريكية.

وعلى صعيد المسرح والتليفزيون كان للنجاح الساحق الذي حققته أعمال عادل المسرحية تأثيرا إيجابيا في إقبال الجمهور المصري والعربي خصيصا لحضورها إلى جانب عرضها للجاليات العربية في شتي مدن العالم، وأثر امتداد بعض العروض إلى أكثر من عشرة أعوام، إذ إن مسرحياته لم تتجاوز أصابع اليدين ومنها "شاهد ما شفش حاجة" و"الواد سيد الشغال" و"الزعيم" و"بودي جارد" وقدمها مع فرقة الفنانين المتحدين التي كان أسسها صديقه المؤلف والمنتج سمير خفاجي.

وتكرر الأمر نفسه -مع الفارق- في التليفزيون؛ حيث قدم خلال مشواره الفني مسلسلين فقط، نظرا لانشغاله بالسينما، وهما "دموع في عيون وقحة" أمام معالي زايد ومصطفي فهمي ومشيرة إسماعيل، وتأليف صالح مرسي وإخراج يحيى العلمي، وهو من أعمال الجاسوسية، وحقق من خلال العمل نجاحا مدويا من خلال قيامه بشخصية "جمعة الشوان" وبعد ذلك لعب بطولة "أحلام الفتى الطائر" مع عمر الحريري وسوسن بدر وتأليف وحيد حامد وإخراج محمد فاضل.

"بوبوس" والأزمة الاقتصادية

وشهد العام الماضي تكريما واسعا للفنان عادل إمام، بل وربما كان العام الأكثر تكريما له خلال رحلة عطائه الفنية، ومنها تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، وفي جنيف بسويسرا، وباريس من خلال مهرجان سينما فريتيه الدولي، مع مجموعة من الفنانين العالميين منهم الأمريكيتان سوزان ساراندون وجين فوندا والفرنسية كاترين دو نيف.

ونال جائزة مجلة "فاريتي" رائدة أخبار السينما وصناعة الترفيه في العالم على مجمل إسهاماته الفنية على مستوى المنطقة، وجائزة أحسن ممثل من مهرجان جمعية الفيلم، كما تسلم من الأمير خالد الفيصل جائزة الإبداع الفني لعام 2008 خلال انعقاد مؤتمر فكر 7 بالقاهرة.

وحول "الزعيم" الاحتفالية التي أقامتها شركة جود نيوز -مؤخرا بمناسبة الاحتفال ببدء تصوير أحدث أفلامه معها "بوبوس" الذي يلعب بطولته أمام يسرا- إلى مناسبة للحديث عن دور مصر الفني والثقافي والاجتماعي والسياسي، وأعلن اعتزازه بكونه أحد ممثلي مصر الذين انحازوا إلى صف البسطاء.

وكعادة عادل في مواكبة الأحداث اختار مع يوسف معاطي -الذي لمس أنه الأقرب للتعبير عن أفكاره وأحلامه الفنية في الأعوام العشرة الأخيرة- الأزمة المالية العالمية لتدور حولها أحداث فيلمهما الجديد "بوبوس" الذي يرصد حياة رجل أعمال ثري يفقد كل أمواله جراء الأزمة الاقتصادية الأخيرة، لكنه يحاول البحث عن حلول للخروج من الأزمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق