Heidi Montags Boob Job

السبت، 7 مارس 2009

رحيل رائد الواقعية في الفن التشكيلي




فجع الوسط الثقافي أمس الأول برحيل الفنان التشكيلي بدر القطامي «فنان الديرة» بعد معاناة طويلة مع المرض، حيث دخل مستشفى مبارك الكبير في منتصف شهر فبراير الماضي وظل فيه إلى حين وفاته.
والراحل بدر القطامي من رموز الحركة التشكيلية في الكويت، ومن مؤسسي المرسم الحر.
اتسمت رسوماته بقربها من البيئة الكويتية لا سيما البحر، حيث غلب على معظم رسوماته. ومارس الرسم منذ طفولته الأولى عندما برزت موهبته في هذا المجال.

في رصيد الفنان الراحل العديد من الصور الجميلة، والأعمال البارزة، والجوائز الأولى. شارك في عشرات المعارض التشكيلية في الكويت وخارجها، وأقام معارض تشكيلية خاصة به منذ 1964، كما أصدر العديد من الكتب التي ضمنها عشرات الرسوم التشكيلية، وزينت رسوماته العديد من الدوائر الرسمية، وأيضا له رسومات عدة في مناطق خليجية وعربية وعالمية.
يقول عنه الأديب عبدالله خلف «بدر القطامي فنان واقعي تعلق بالتراث الوطني الذي عاشه وتوارثه سماعا ورواية من الأهل الآباء، وما درسه في تاريخ هذا الشعب».

رائد التشكيل الواقعي
لقب الراحل بفنان الديرة، وكانت ولادته في فريج غنيم، وعاش حياته بين فرجان الكويت الثلاثة وهي: فريج غنيم، وفريج سعود، وفريج السبت لمدة عشرين عاما.
قضى أغلب أوقاته في الرسم والتلوين، وبدأ طريقه الفني على يد معلمه الأول عبدالحميد الفرس، إلا أنه اكتشف أن الفن الذي يمارسه لم يكن معبرا عما يريده أو يحس به، فذهب إلى القاهرة عام 1962، وقضى فيها أربع سنوات دراسية.

مراحل النجاح
عن أهم المراحل التي ساهمت في اطلاق شهرته وحققت نجاحه وتفوقه يقول الراحل بدر القطامي: «اول درجة على السلم كانت لي في الكويت، وكانت لدي أغلاط فنية، في مصر تعلمت تجاوز هذه الأغلاط، أذكر انني حينما دخلت المرسم في كلية الفنون الجميلة كانت هناك (موديل) عارية، كنت أرسم وأطالع مديرا وجهي بسرعة أخشى أن يقال عني شيء، فجأة وجدت أستاذي يصرخ بي «إيه يا بدر ما تبص» ممسكا بذراع (الموديل) بقوة، ليؤكد لي أن هذا عمل لا مكان للخجل فيه، وتعلمت الجرأة، كذلك كانت القراءة في تلك الفترة عنصرا مهما.
كنا مجموعة في مصر نقرأ ونستمع إلى أسطوانات وكان معي عبدالله العتيبي ود، سليمان الشطي. ثم كانت النقلة الكبيرة في اوروبا حيث رأيت لوحات الفنانين الذين كنت اقرأ عنهم في لندن وباريس وهولند. أخذ الأفق أمامي يتسع وفرشاتي تعرف طريقها وعيني ترى بشكل أفضل. فعين الفنان لا بد أن تكون مدربة وذكية، كذلك بدأت أتحرر من السطوة المصرية. ومن هنا بدأت أولى مراحل النجاح.
ثم بعث إلى انكلترا عام 1966 وعاش فيها حتى عام 1972، وهناك أفاد كثيرا من دراسته وسط بيئة علمية فنية، وبدأ اتجاها جديدا في أعمال فنية تعبر عن مشاهداته في المجتمع الكويتي وإحساسه بها.
وتجسيدا لهذا الاحساس أقام خلال دراسته، وبعد انتهائها، الكثير من المعارض الفنية عبر فيها بصدق عن بيئته الكويتية، وجاب بهذه الأعمال الكثير من الدول العربية والأوروبية.
كان القطامي مؤمنا بفنه، محبا للتراث الكويتي، حيث كان يحتفظ بكثير من رموزه كدلة القهوة، والسدو، والبرمة، وغيرها من أشياء متنوعة تلقاها من أصدقائه وأقاربه، وكان يحيط نفسه بها لتكون مصدر الهاماته، وموضوعا للتعبير عن مشاهداته.

بين الظل والضوء
استطاع القطامي تحويل مساره الفني إلى أعمال بصرية ناجحة تشهد على مهارته في التلوين، وبالتقاط كل ما يخدم لوحاته من التراث، تلك التي حققت تلازما بين الظل والضوء، وتلاؤما وانسجاما بين الخامة الفنية ودقة التنفيذ. وتجلت هذه القدرات مجتمعة في رسوماته بالفحم وبالقلم الرصاص، وفي حرص الفنان الشديد على البقاء في إطار خصائص وسمات المدرسة الواقعية التي ينتمي إليها.
في عام 1961 كلفته وزارة التربية بالعمل مع البعثة الدانماركية لكشف الآثار في جزيرة فيلكا، وخلال هذه الفترة انجز بعض أعماله الفنية ذات الصلة بهذه الجزيرة.

المرسم الحر
أصدر القطامي ثلاثة مؤلفات عن الفن التشكيلي، يحتوي الأول منها على رسومات بالقلم الرصاص، والثاني يتضمن رسومات بالألوان المائية والزيتية، والثالث كان إصدارا خاصا عن الغزو العراقي وحرب الخليجي تحت عنوان «209 أيام تحت الاحتلال».
وساهم الراحل في إرساء دعائم الحركة التشكيلية في الكويت، ويعد أحد مؤسسي المرسم الحر، وقام بنشر هذا الفن على المستوى الجامعي، حيث اختير للمشاركة في إنشاء قسم للفنون التشكيلية ضمن إدارة الرعاية الاجتماعية في جامعة الكويت، وكان ذلك تقديرا لدوره الرائد في الحركة الفنية

آراء جريئة
تميز الفنان الراحل بآرائه الجريئة حول الفن التشكيلي وهذا ناتج من حرصه الشديد على الفن وأهله وفي لقاء معه يقول: «اعتقد اننا نحتاج إلى وقت لخروج قيادات جديدة للحركة التشكيلية، لكن بالنسبة للمناخ العام هناك تخبط كبير، وهو مؤثر على مستوى الكويت. قد لا يكون هذا التخبط مؤثرا في مجتمعات أخرى نظرا لكثافة الحركة التشكيلية بها. هناك استسهال، حيث انتهج كثير من الفنانين التقليد وسرقة الصور من تاريخ الكويت، بالإضافة إلى ما في النقل من أغلاط. من المؤسف أن الفنانين الشباب يتخذون الطريق الخطأ والمفروض أن يتم التنبه لهم».

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق