Heidi Montags Boob Job

الثلاثاء، 10 مارس 2009

الحرمان الجنسي لزوجة أسير يغضب الفلسطينيين





أثار الفيلم الفلسطيني "المر والرمان" غضبا في الشارع الفلسطيني بدعوى الإساءة لصورة زوجة الأسير، وإظهارها على أنها تعيش حرمانا جنسيا يدفعها للوقوع بقصة حب غير شرعية في غياب الزوج الذي يزج به بسجون الاحتلال الإسرائيلي.

ويروي الفيلم الذي عرض في قصر الثقافة في رام الله في الضفة الغربية قصة "قمر"، وهي فتاة فلسطينية من مدينة القدس المحتلة تهوى الرقص، تزوجت من "زيد" الشاب الفلسطيني من رام الله الذي يعمل مزارعا، وقد اعتقل زيد بعدما صادرت إسرائيل أرضه الزراعية.

وبضغط من أسرة الزوج، لزمت "قمر" المنزل، وقامت بأعباء العمل الزراعي في متابعة تسويق زيت الزيتون، مثلما كان يفعل زوجها، وعاشت على أمل إطلاق سراح زوجها من السجن.

وعرض الفيلم -الذي أخرجته وقامت بتأليفه الفلسطينية نجوى النجار- زيارة قامت بها لزوجها في السجن ومشهد "قبلة" طلبتها الزوجة من الزوج، وتمت رغم وجود حاجز الأسلاك بينهما، وبقيت "قمر" تمارس هواية الرقص الشعبي في منزلها ليلا، وهي تأمل أن تعود إلى فرقة الدبكة الشعبية بعد خروج زوجها من السجن.

لكن الصراع الداخلي تجدد لدى الزوجة مع تجديد الاعتقال الإداري للزوج، وقررت العودة إلى التدريب مع الفرقة مجددا، خصوصا أن مدربا فلسطينيا من لبنان أتى لتدريب الفرقة حركات جديدة.

وحاول المدرب قيس إنشاء علاقة عاطفية مع قمر خلال تدريبها على حركات دبكة جديدة، فلم تمانع الأخيرة، وإن امتنعت عن تقبيله حينما عرض عليها، لكنها أكدت له أنها تأتي إلى التدريب فقط لرؤيته.

انتقادات للفيلم

وقد تكون العلاقة العاطفية ما بين قيس وقمر التي صورها الفيلم هي ما دفع عددا من الحضور إلى انتقاد الفيلم، على اعتبار أن زوجة السجين الفلسطيني تتمتع بهالة لا يسمح المساس بها.

من جانبه، قال الفنان المسرحي ومدرب الموسيقى عمر الجلاد بعد العرض: إن الفيلم تحدث عن مأساة الشعب الفلسطيني، من حواجز ومصادرة أراضٍ وهذا شيء جيد.

وأضاف "لكن المؤسف أن يعرض الفيلم قصة مدرب الرقص وهو فلسطيني حينما حاول استغلال الفراغ العاطفي لزوجة الأسير الفلسطيني والإيقاع بها من خلال استغلاله لإيقاع الدبكة.

وأشار إلى أن الفيلم أظهر أن زوجة الأسير تجاوبت مع محاولات الاستدراج العاطفي، وهذا غير حقيقي، بل بعيد عن الحقيقة في المجتمع الفلسطيني؛ لأن زوجة الأسير تحظى بالمحبة والعناية والحماية من كافة أفراد المجتمع.

قبلة على الأسلاك

وقال الجلاد "كذلك القبلة على الأسلاك، كما عرضها الفيلم، لا تجري أصلا في المجتمع الفلسطيني، خاصة أن الفيلم روائي".

وردت المخرجة ومؤلفة قصة الفيلم على الانتقاد الذي أشار إليه الجلاد، قائلة إن هذا المشهد يعبر عن حالة من الحرمان الفلسطيني في الخارج.

وأضافت أن "القصة مكونة من عدة قصص ونفسيات وأشياء واقعية، معتبرة أن "قيس" يعبر عن ظرف صعب يعيشه الكثير من الفلسطينيين، ووجد حلمه في "قمر"، وأن علاقته معها ستعطيه بعضا من الأمل، خاصة أن هناك ما هو مشترك بينهما وتمثل في أدائهما الراقص.

"لا يجسد معاناة فلسطين"

ومن بين المنتقدين للفيلم عنان حسين، وهو شاب مَثّل في الفيلم، في دور بسيط كأحد المعتقلين مع الزوج في سجنه، إلا أنه يحضر الفيلم للمرة الأولى.

وقال حسين حينما طلبوا مني المشاركة في التمثيل أحببت ذلك، على اعتبار أن هذا الفيلم يجسد معاناة الشعب الفلسطيني".

وأضاف "لكن الحقيقة أنني لم أكن أعلم أن الفيلم سيصور زوجة الأسير بهذا الشكل"، موضحا أنه "حسب ما جاء في الفيلم فإن الزوج اعتقل ما بين ثلاثة إلى خمسة شهور، وخلال هذه الفترة بدأت الزوجة تشعر بضغط عاطفي، فماذا ستكون حالة الأزواج المعتقلين لعشرات السنوات؟".

وأشار عنان، الذي اعتقل في السجون الإسرائيلية، أن "الفيلم لم يعطِ زوجة الأسير الفلسطيني حقها، وإن كانت قصة الفيلم تحدثت عن شخصية واحدة اسمها قمر، لكنه يتحدث عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، وهذا غير عادل".

وأشار إلى أن عددا كبيرا من الفتيات الفلسطينيات ارتبطن طوعا بشباب فلسطينيين بعد اعتقالهم، وهذه هي المرأة الفلسطينية المناضلة، ليست كما عرضها الفيلم.

يذكر أن سيناريو هذا الفيلم حاز جائزة أفضل سيناريو في مهرجان مدينة "اميان" الفرنسية، الذي يدعم سينما الجنوب، كما شارك في ورشة الكتابة في مهرجان "ساندنس" الأمريكي، وأيضا في ورشة عمل الأفلام الشرق أوسطية العابرة للحدود في مهرجان "كان".

وشارك في بطولة الفيلم ياسمين المصري، وأشرف فرح، وعلي سليمان، وهيام عباس، وسامية بكري، ويوسف أبو وردة، وبطرس نويصر، ووردة دوكوار، ووليد عبد السلام، وفلنتينا أبو عفصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق