Heidi Montags Boob Job

الأحد، 10 مايو 2009

فلم عيد ميلاد ليلى


تشرفت بحضور عرض فيلم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي يحمل عنوان ( عيد ميلاد ليلى ) , والمخرج رشيد من مخرجينا الرواد الذين نفتخر بهم لانجازاتهم الطويله والمبدعه , وما زال فى ذاكرتى اول فيلم شاهدته لرشيد فى بداية التسعينات ويحمل اسم ( حتى اشعار اخر) , واذكر اني كنت مندهشا لقدرة رشيد على الالمام بالتفاصيل وقدرته الفنية العالية فى نقل معاناة الفلسطينى تحت وطأة الاحتلال والحصار ومنع التجول ,
وبمثل ما نحترم هذا الفنان ومشواره الطويل , بمثل ما نغار عليه من الهفوات , حرصا منا ان يبقى دائما فى قمة عطاءه وابداعه وتطوره نحو الاحسن , كون ذلك اضافة نوعيه ليس لرشيد بل للقضية الفلسطينيه وللهم الفلسطينى الذي يجسد ه بكل اعماله , وليتسع صدر مخرجنا لملاحظاتى على فلمه الاخير ( عيد ميلاد ليلى ) من حيت الموضوع وليس من حيث الشكل الفني الذي يتقنه جيدا ,
باختصار الفلم يتحدث عن محامي عائد يبحث عن وظيفه فى وزارة العدل , ومن خلال الاحباط الذي يصادفه نرى انه يعمل سائقا لتكسي بالاجره , لكنه مصر ان يراجع الوزارة باستمرار بهدف التوظيف , ومن خلال احداث الفلم نتعرف بصوره سريعه على نماذج عديده من شرائح المجتمع الفلسطينى , ورغم مرارة المواقف اليوميه لكن هذا لاينسيه عيد ميلاد ابنته ليلى , وواجبه بادخال الفرحه الى قلبها رغم المرارات التى يتعرض لها فى يومه ,
الفكرة غاية فى الجمال لكن قد يكون فات على المخرج ملاحظات عديدة فى صلب العملية الدرامية حيت انسته الفكرة حقائق مهمه اولها .
ان عمر المحامي العائد والذي يقوم بدوره محمد البكري يظهر للمشاهد فى نهاية الخمسين من العمر , أي ان نقطة بحثه عن عمل فى الحكومه غير منطقيه وكان على الموظف فى وزارة العدل ان يقرأ عليه واجباته بأن قانون الخدمة المدنيه يمنع توظيف من كان بعمر يزيد عن الخامسة والاربعين .
ثم اليس من الافضل لمحامي مجرب ومعروف وله باع طويل ان يحترم تاريخه بأن يؤسس له مكتبا يليق بمقامه بدلا من البحث عن مهنة لاتتوافق وشهرته التى تهيأت للمشاهد , ومن خلال هذا المكتب يمكن له الاطلاع على قضايا كبيرة وخطيره وجوهرية للانسان الفلسطينى بمعاناته من الاحتلال والروتين والفساد ودفاعه عن الاسرى وعن الام وهموم ومشاكل الناس البسطاء , بدل كيل الاتهام للوزارة والمؤسسه التى لم تقم بتوظيفه بالوظيفة العامه والتى لاتتجاوز راتبها بعض دنانير لاتغنى ولاتسمن من جوع ,
فى الفلم التلفزيوني المتواضع ( وقال الحجر) من اخراج المرحوم خضر سبيتانى تعرض لنفس النموذج لكن بصفة شاب اعلامي مبدع حقق انجازات كبيرة على مستوى الوطن العربي وحقق جوائز عالمية , وعاد الى وطنه ليجابه بمثل ما جوبه به محامى عيد ميلاد ليلى , لكن الفارق ان الاعلامي كان محددا اهدافه ضمن خط درامي واضح لاتشتيت فيه , حيث نجد فى فيلم عيد ميلاد ليلى نماذج سريعه لاتعطي الموقف حقه , وكأنها سكتشات قصيره , جميعها تأخذ الجانب السلبي سواء كان على مستوى الشيخ او الرجل او المرأة او الطفل حتى تهيأ لي وانا اتابع الفلم ان لاشئ على هذه الارض يبشر بايجابية واحده , وكأن البنية الدرامية لهذه الحاله وظفت للمشهد الذي يلقى به البكري موعظته من خلال مكبر صوت ليقول ان كل مامر خطأ , وهذه سقطة درامية كان يجب ان ينتبه اليها المخرج ولغيرها من المشاهد التى اخذت طابع الموعظة والارشاد المباشر , والذي يتنافى مع ابسط اصول الدراما التى تعتمد السلاسة والبساطة لايصال الفكرة بلغة السهل الممتنع ,
ولعل الايجابية الوحيدة التى ظهرت فى الفلم وبصورة عفوية ومعبره هو وفاء الاب بموعده للاحتفال بعيد ميلاد ابنته مجيرا كل ما صادفه من معاناة واحباط الى حالة فرح لابنته , من منطلق ان الفلسطيني مهما صادف من ماسي والام وهموم فان هذا لايفت فى ارادته بمواصلة الحياة والفرح . وهذا فى حد ذاته انتصارا للارادة الفلسطينيه التى يتمتع بها هذا الشعب العظيم .
فى الختام احيي مخرجنا الكبير رشيد مشهراوي , وما قصدته هو ان يبقى رشيد كما عهدناه دائما عنوانا للفن الفلسطيني المبدع والخلاق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق