قد يتهيّأ للبعض أن " الكليبات " التي يصوّرها نجوم الغناء كبارا وصغارا تشبه بعضها ، وتتساوى من حيث القيمه الفنيه والتكلفه الماديه . ويبدو غالبا أن هذه الكليبات فعلا تتشابه وتتساوى وتلاقي نجاحا واستقبالا متوازيا عند الجمهور ...
لكن بين حين وآخر تبرز بعض الأعمال التي لا بد أن نتوقف عندها، على الأقلّ لتسجيل بعض الملاحظات ... قد تكون الملاحظات سلبية أو إيجابيه .. لا يهم ، المهم أنها فرضت بعض التعليق وهذا أمر ليس بسيطا .
منذ فترة كتبت عن كليب فضل شاكر " وأفترقنا " التي كتبها منير بو عساف ولحنها ووزعها بلال زين وصوّرها سعيد الماروق بأجمل إحساس ، وقلت أن هذه الأغنيه هي أغنية العام 2009 ، ومنذ الآن لن يأتي أفضل منها كأغنيه لحنا وكلاما وكليبا ... وهذا رأي ما زلت عنده ولم أتراجع .
لكن من الضروري أن أسجّل لبعض ما أراه هنا أو هناك ملاحظة وثناء ... وهنا أقصد وأعني كليب أغنية " حالة قلبي " التي صوّرها المخرج عادل سرحان للفنان عاصي الحلاني في سوريه .
وقد كتبت عندما صدر الألبوم أن هذه الأغنية التي لحّنها عاصي لنفسه تشبهه وهو يجيد هذا اللون كما يجيد الفروسيه وركوب الخيل .... كان هذا قبل أن يفكّر عاصي بتصويرها .. وقد صوّرها منذ فترة قصيره المخرج عادل سرحان ، وكان فيها ما توحيه الأغنيه من خيل وليل وبيداء ... لكن الذي لفتني كمشاهد أن عاصي بدا في هذا الكليب غيره في أي عمل آخر .
لقد بدا ممثلا من الدرجة الممتازه جدا ، بل هو أظهر أن موهبته التعبيريه تستحق التوقّف عندها طويلا . وأستطاع عادل سرحان أن يُظهر لدى عاصي قدرات تمثيليه غير مألوفه . لقد شدّ عادل على المطرب الشاب وحصل منه على أقصى ما يمكن . فنظرة عين عاصي في الكليب تؤكد أنه أصبح جاهزا للدخول في تجربة درامية سينمائيه جادّه جدا ...
تذكرت وأنا أشاهد كليب " حالة قلبي " ، فرص التمثيل التي ضاعت على عاصي لظروف أرتباطاته الفنيه الأخرى ، وعدت بالذاكرة الى يوم ألتقيت المنتج مفيد الرفاعي في منزل عاصي وكان يتفاوض معه للقيام ببطولة مسلسل المخرج نجدت أنزور " سقف العالم " ، وكيف كان عاصي يناقش هذه التفاصيل بحماس وشغف ، ومدى توافقها مع شخصيته ،
وكيف كان الرفاعي متحمّسا وهو يتصور عاصي ممثلا وبطلا للمسلسل الذي لم يكن من نصيبه ، بل ذهب الى الممثل القدير قيس الشيخ نجيب . بسبب أرتباطات عاصي الفنيه التي تضاربت مع مواعيد وفترة تصوير المسلسل الطويله جدا بالنسبة لمطرب يسافر عشرات المرات في العام الواحد ...
والفرصة الثانيه ذهبت الى ممثل مصري من أسرة فريق " واما " ، لأن عاصي لم يقدر على المشاركه بالفيلم بعد موافقته ، لأن المخرج والمنتج وليد التابعي ، لم يتمكن من البدء بالتصوير في الموعد المتفق عليه ، فكان أن دخل موسم الصيف وهو موسم الحفلات التي ألتزم بها عاصي ...
أمام عاصي فرصة للولوج الى عالم السينما للضرورة القصوى لكن بفيلم يستحق وليس بأي تجربة عاديه . فالسينما هي التي عرّفت جيلنا اليوم على عشرات المطربين الذين لولا أفلامهم القليله لما كنّا سمعنا عنهم شيئا ...
وأعتقد أن فريد الأطرش ومحمد فوزي وكارم محمود وغيرهم كثر لم يتبقّى منهم عند جيل هذه الأيام سوى أفلامهم السينمائيه ، تماما مثلما يعيش فهد بلّان في ذاكرتنا من خلال أفلامه ، ووليد توفيق بأفلامه وأغانيه فيها لأجيال وأجيال مقبله ...
ولماذا لا يكون الفيلم من إخراج عادل سرحان ؟؟ هذا الذي يفهم لغة عاصي وشخصيته ومزاجه كما لم يفهمها أحد بعد ؟؟
ملحوظة بسيطه : تحتكر قنوات " روتانا " عرض كليب " حالة قلبي " ، لكننا لا نشاهدها كما نشاهد تكرار بعض القديم لغيره من فناني " روتانا " ... هل يراقب عاصي ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق