غسان مسعود إنسان من زمن الفن

انتظر الفنان غسان مسعود عقدين حتى تُفتح له أبواب (مملكة السماء) لتفتح له بعد ذلك أبواب العالمية والشهرة والنجومية.
غسان مسعود قارب الخمسين جاء من إحدى القرى الساحلية إلى العاصمة دمشق لدراسة اللغة العربية، ولكن الفن كان يسري في عروقه فدخل المعهد العالي للفنون المسرحية ووقف على خشبة المسرح عام 1985 مع المرحوم فواز الساجر.

تخرج على يديه أكثر من دفعة من المعهد وهم الذين كانوا وقود الدراما السورية بعد ذلك، لم يحصد من المسرح إلا ما يعطيه المسرح لعشاقه شمعة ورغيف خبز وكثيراً من الأمل.
حاول أن يبقى بعيداً عن التلفزيون وفلوسه ونجوميته ولكن المخرجين لم يتركوه، فبدأ المشاركة في الأعمال الدرامية السورية وهي في أوج تقدمها واكتساحها للمشهد الدرامي العربي، فنقل عمق وهوية المسرح إلى التلفزيون.. عمل تحت إدارة أهم المخرجين السوريين وتألق أكثر في الأعمال التاريخية وخاصة في (صلاح الدين) و(صقر قريش) و(ذي قار) و(الحجاج) وهذه الأدوار هي التي أقنعت المخرج العالمي ريدلي سكوت لكي يختاره في دور (صلاح الدين) في فيلم (مملكة السماء).

وبعد هذا الفيلم شارك بأكثر من فيلم عالمي أهمها الفيلم التركي (وادي الذئاب) وهناك فيلم آخر بعنوان (الفراشة) سيعرض في آذار القادم.
عمل في السينما المصرية بأكثر من فيلم ورغم ذلك لم يشارك غسان في أي فيلم سوري لأسباب كثيرة وربما لأنها أقل من موهبة وإيمان غسان بالفن.
غسان قارئ نهم ومكتبة منزله عامرة بأنفس الكتب، قرأ بالدين والفلسفة ومذكرات قادة عظام وسياسيين وهو معني بالسياسة وهموم الناس.

يعتذر كثيراً عن المشاركة في الأعمال التي تعرض عليه ومنها مسلسلات كبيرة من حيث الشكل لأسباب لا علاقة لها بالأجر وإنما لأنها لا تحترم المشاهد.
مهما ابتعد عن المسرح يحن إليه فيرجع أكثر شوقاً.
متابع جيد للصحافة.. لديه أحلام كبيرة قد يحقق بعضها.
ابنه عاشق للفن ويرغب بتعلم الإخراج في معاهد لندن.
غسان مسعود فنان من زمن الحب.