Heidi Montags Boob Job

الأحد، 19 أبريل 2009

شقير استنهض الحس الوطني فتوحد الجمهور معه في اشتباك منتظم في جامعة عمان الأهلية


ضمن الاحتفالات الأردنية بمئوية عمان واختيار القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 غنى الفنان الملتزم سميح شقير مساء الخميس الماضي في عمان للقدس وغزة والجولان ولم ينس بيروت 0
ففي تلك الليلة الربيعية النيسانية التي انتشت بنسائم الهواء العليل القادم من القدس إلى عمان عبر جبال السلط الأبية ، وعلى مقربة من أرض فلسطين الجريحة ، أطلق الفنان سميح شقير العنان لحنجرته الذهبية الحنونة لتصدح بحب فلسطين ، ويطوف بأغانيه إلى كافة البقاع العربية المحتلة ، بدء من القدس حتى الجولان مرورا بغزة وجنين ، وسط صيحات المجموعات الشابة التى بدأت في تسخين أجواء قاعة عمان الأهلية .
وقبل ساعة من اعتلاء شقير منصة الغناء ، غنوا بحماس الشباب : "هبت النار والبارود غنى ، أطلب شباب ياوطن وتمنى ". و"أنا ياأخي .. يا أخي آمنت بالشعب المكبل" 0
ازدحمت قاعة جامعة الأهلية الواقعة في منطقة جبال السلط التى استعصت على حجافل الأعور موشيه دايان ابان معركة الكرامة الخالدة في 21آذار 1968 ، ازدحمت هذه القاعة بأصوات وهتافات الشباب الذين أعادوا إلى الأذهان الثوابت الفلسطينية من خلال أغانيهم وأهازيجهم الثورية التى تحض على التحرير والكفاح المسلح وحب الوطن والوحدة الوطنية ، ومنها أيضا : "غلابة يافتح ياثورتننا غلابة ، غلابة الايد اللي تفجر دبابة" 0
ومعروف أن هذه الأغينة تمجد بطولة شهيد معركة الكرامة ربحي المسكاوي الذي فجر نفسه بحزام ناسف في دبابة إسرائيلية تتقدم رتلا كبيرا كان باتجاه بلدة الكرامة لاحتلالها الأمر الذي أدى إلى تأخير تقد العدو وساعد الفدائيين الفلسطينيين في اعادة تنظيم أنفسهم قبل أن يهب الجيش الأردني لمساعدتهم0
لم تبخل النسوة بما تجود به حناجرهن وسط هدير الشباب ، فكانت الزغاريد تؤصل الحركة والصوت ، لما للزغرودة من معنى في تراث الشعب الفلسطيني خاصة في حال اطلاقها بحضور الرجال 0
هتف الشباب وغنوا للكرامة ولياسر عرفات ، ولم تخنهم ذاكرتهم القومية ، فغنوا للرئيس صدام حسين في حين نال رموز النظام العربي الرسمي ما يستحقونه وشتان بين 000 !!
تمام الساعة السابعة من مساء الخميس الماضي عزف السلام الملكي فهب الجمهور واقفا بخشوع احتراما ، ثم جلسوا ليقفوا ثانية لتلاوة الفاتحة على أرواح شهداء فلسطين والأمة ، وقد رددت المجموعات الشبابية الفاتحة بصوت مسموع 0
بعد ذلك تحدث عريف الحفل عن عمان والقدس والكرامة وركز على معركة الكرامة الخالدة التى سجل العرب فيها أول نصر في تاريخهم الحديث ، ولكن 00 !! وربط ذلك الشباب نصر الكرامة 1968 بنصر غزة 2009 حيث كان القاسم المشترك بينهما صمود صاحب الحق رغم طبيعة تسليحه المتواضعة واندحار وهزيمة المحتل رغم سلاحه المدمر والمحرم دوليا ، كما ربط بين عمان والقدس وغزة بمناسبة اختيار القدس عمان للثقافة العربية للعام 2009 ، والعيد المئوي لعمان ونصر غزة المذهل وذكرى معركة الكرامة الخالدة0
ومن جهته ألقى وزير الثقافة الأردني د0 صبري ربيحات كلمة اللجنة العليا للثقافة العربية بمناسبة اختيار القدس عاصمة الثقافة العربية للعام 2009 جاء فيها : " القدس ليست مدينة عادية ، والاحتفالات كذلك ليست عادية ، والقدس هوية العرب والمسلمين والمسيحيين ومن منا يملك حق التنازل عن هذه الهوية ؟ القدس تتعرض للتهديدات التى تمس هويتها وثقافتها .
وتابع " هوية القدس ستبقى في وجه هوية أورشاليم لأن القدس مجال روحي خصب وذاكرة أمة ، وقبلة وتاريخ ورمز ، ربما أنها احدى ثلاثة أماكن يجتمع عليها كل المسلمين وهي المكان الوحيد الذي يجتمع عليه المسلم والمسيحي ولذلك لن نسمح بتلاشي هويتها وسنعمل على نشرها خارج المكان ، وللعالم أجمع نحدثهم عن تاريخها ومعناها وعمارتها ودلالتها 0
واعتلت المنصة د0 ناديا خليل لتقديم الفنان سميح شقير على طريقة تقديم الكبار وهو يستحق ، فقالت " مساء الخير 000 أصدقاء الفرح والجرح .. كعادته يجىء دون تأخير 00 دون أن يعبأ بالحدود 000 ، فقلبه معبأ بالألم الذي يعتصرنا جميعا 000 وكعادته ، يخلق من جنون الرعب حكمة الحياة 000 سألته : ماذا كنت تفعل وأنت تشهد المذبحة ؟ 00 أجابني : كنت مشغولا بحفظ كل رعشة في سجل الذاكرة 000 فالضحية لديها الكثير لتفعله بعكس الغول 000 قلت : لكن الغول انتصر ! فأجاب : مخطئة 000 ينتصر من يمتلك نفسا أطول 000 وبوصلة تشير إلى القدس !
قولي لي : من الذي انتصر نلسون مانديلا في سجنه أم دولة العسكر ؟ قولي لي من الذي سينتصر ، محمد الدرة في مده 00 أم دولة القناصة ؟ نحن ياصديقتي مدججون بأسلحة مضادة للموت والزمن 00 لدينا ذاكرة طازجة عمرها ثلاثة آلاف عام 000 وحليب أمهاتنا يسيل بألوان العلم 000 أطفالنا حين يلثغون بكلماتهم الأولى يهتفون : سجل أنا عربي 00 قلوبنا ، كما أثبت الأطباء – ليست بشكل الكمثرى 00 بل هي أقرب إلى شكل قبة الصخرة وكنيسة القيامة ، نحن وليطمئن الأمن قنابل موقوتة بحب أصيل لا يهزم !
وأضافت د0 خليل : " جاء رفيق الذاكرة 000 ذاكرة الوجع في بيروت 000 حيث كبر الهم وكنا أكبر من عصفات الموت 000 مع رماة الحجر 00 حيث امتزج صوته بالمظاهرات التى كانت تملأ الشوارع والحارات ، 000 مع تفتح زهر الرمان في الجولان اذ خطا صوته فوق خوذات الحرس 00وفي جنين 00 سال صوته مع شلالات الدم الطاهر 000 وفي غزة 000 اتحد صوته مع طائر الفينيق الطالع رغم هول المذبحة " 0
وواصلت أيضا وسط خشوع الجمهور أمام هذه التلاوة وانتظارا لصاحب الفخامة الفنية !! : " جاء مؤرخ الألم.. صوته يرافق سيارات الاسعاف المحاصرة 000 دمعات الأمهات المتجمدة على الخد 000 نظرات الأطفال الذين شلعوا من طفولتهم فغدوا حكماء هذا العصر 000 صوته ينزف من حنجرة أب يقلب أجساد أطفاله الذين اغتيلوا برصاصات في الصدر بحثا عن صواريخ المقاومة ! صوته يتجول حرا في مدينة القدس ..يطوف بالأسوار عاري الصدر رغم أنف العسكر !صوته يتنفس في سلال الخضار على مدخل باب العمود ويمسح العرق عن وجوه مجبولة برائحة الصبر ومسكية التطريز الفلاحي العريق !
وقالت أيضا : " جاء سميح بمشروعه المفتوح على الإنسانية الرحبة ، ليؤكد بطريقته على أن حياتنا ثمينة ، وأن حياتنا هي اختياراتنا ، وأن اختياراتنا تشبهنا أبدا ، ونحن اخترنا أيها الأحبة – أن نكون يقظين كحنظلة ناجي العلي ، سليطي اللسان كأحمد فؤاد نجم ، وببصيرة محمود درويش ، وبصلابة جورج غالوي ووضوح شافيز وشجاعة منتظر الزيدي 00 نحن اخترنا أيها الأحبة أن نكون العين التى تواجه المخرز 000 اخترنا أن نعيش بحرية أو نموت كالأشجار وقوفا ، مختتمة القول : رحبوا معي ببشرة الروح الشامخة بمن جمع رقة نسمة في جبل المبكر وعنفوان العاصفة " 0 ثم دعته للظهور كما هو حال القديس بالنسبة لأتباعه فلبى سميح شقير النداء ، ولكن الشباب وقبل أن تظهر طلته البهية هتفوا لغزة وللعاصفة ، وبدأ الموسيقيون عزفهم في ظل هتاف المجموعات الشبابية ليظهر عندها صاحب الفخامة الفنية ، فتشتعل القاعة أصواتا وحركات 0
كان سميح شقير بسيطا خاليا من أي رتوش أو تكلف ، لكنه صاحب طلة آسرة ، وقد حيا جمهوره واحتضن عوده وطلب من مشرف الاضاءة اضاءة القاعة كلها ليرى جمهوره وكان له ذلك 0
وبدأ بالترتيل : " يكتب التاريخ من يدخل الزمن ويبني في الوقت مع الوقت شأنا ومعنى ويشعل نارا يناقلها لجيل اثر جيل ويحرسها من ظلام الطريق ويسكب عليها زيتا يغذي الفتيل ، ومن عادة الخيل نثر الصهيل 0وفي هذا المساء صهيل أغني ولو موجعا أن تغني الصهيل " 0
قبل أن يطلق فخامة الفنان سميح الشقير العنان لفنه الملتزم اشتعل الجمهور حماسا وشوقا لرمز فني لم يتهتك بحثا عن رصيد وبدأ بالغناء :" هي الحرية " وعندها لم يعد سهلا فض الاشتباك الناعم الذي شهدته قاعة جامعة عمان الأهلية بين الفنان وجمهوره 0
لم يكن شقير متكلفا ، ولا بهرجة فنية تحيط به ، لكنه كان آسرالقلوب والعقول معا ولولا وقار الكبار لسبقوا الشباب في هتافاتهم 0
وبعد أغنية الحرية قال شقير مخاطبا جمهوره ، طامعا بتسخين درجة الاشتباك : " لا يمكن أن يمر هكذا لقاء دون أن نتذكر الأسرى في السجون العربية والإسرائيلية ". وعندها بدأ يصدح " لو يرموك بالعتمة ، لوحدك بين جدرانك ، عشب جواك راح يطلع ويزهر غصن وجدانك 0"
حنجرته في ذلك المساء تقمصت قدسية الشيخ الصادق والقسيس المطمئن ، فكانت كلماته ترانيم تخرج من وجدان صادق لتستقر في آخر متشوق مازاد من أثرها على الجمهور الملتهب أصلا . كانت ترانيم خاشعة ، وتدعو للخشوع في آن واحد ما جعل الجمهور يختفي وراء جدار الصمت الرهيب ، وكم ذرفت دموع من الجمهور الخاشع المنبهر 0
كانت أغنيته الثالثة " شلالات الدم " فما أن نبست شفتاه بهاتين الكلمتين حتى انفلت الجمهور من عقال الصمت الرهيب ، فالتحم معه حتى نهاية الأغنية 0
وعزف الناي لحنا حزينا وكأن صاحبه تذكر فجأة هولوكست غزة وجنين وقانا وبحر البقر ودير ياسين ، ليصدح شقير بعد ذلك " : رفرف على شباكي عصفور بعيونه حكي ، يمكن برد ، يمكن ع جوعه ، يمكن حامل خبر "
اتسمت كلمات هذه الأغنية بنكأ جراح الغربة ذلك أنه تمنى على العصفور أن يدله على عنوانه : " وفي أي شجر ساكن " عله يبعث معه رسالة للأهل القابعين خلف الحدود !
ألح الجمهور على شقير أن يغني أغنية " بيروت " فأجابهم : " رغباتكم حاضرة ، لكن ما رأيكم : " ان عشت فعش حرا أو مت كالأشجار وقوفا " فوقف الجمهور متأهبين أياد وحناجر .
لم يكن شقير هذه الليلة مطربا ، بل كان ثائرا يلقن أتباعه تعاليم وقوانين ثورته ، ولعل هذه الميزة هي التى جعلت الاشتباك معه متوهجا 0
بعد ذلك شدا شقير بأغنية :" بغرفة زغيرة وحنونة " 0 وما لفت نظري أن طفلة بقربي تبين لاحقا أن اسمها مرح عويس وعمرها عشر سنوات وأختها سعاد ذات السبع سنوات يرددان كلمات معظم أغانيه ، بخشوع الكبار ، كما تبين بعد حديثي مع أبيهن أنه من عجلون مؤكدا لي أن الأردنيين يحسون بوجع اخوانهم في فلسطين 0
وما أن وصل شقير إلى : " صورة على الحيطان بتحكي " حتى فعل الجمهور اشتباكه معه ، لكن الجمهور فجأة بدا وكأن على رؤوسه الطير عندما غنى : " آخر مرة أخذوني العسكر " حيث كان الاشتباك خافتا لكن نهاية الأغنية شهدت صعقة زادت من حدة الاشتباك 0
في أغنية : " هيه هيه ياسجاني ياعتم الزنزانة " استمر الاشتباك اللذيذ في القاعة وكان يعلو تارة وينخفض أخرى لكن بنسق محسوب 0
وانتقلنا إلى غناء مشترك عندما وصل شقير إلى " عتمك رايح ظلمك رايح " حيث كان شقير يردد مقطعا فيرد عليه الجمهور بالمقطع الذي يليه وسط التصفيق المؤصل 0
بعد ذلك غنى شقير أغنية جديدة " اسمع للأيام " وهي كما قال انتصار للجغرافيا والحب بين سوريا ولبنان 0
لم يشهد اشتباك الجمهور فتورا عند سماعهم كلمات عن سوريا ولبنان وهم الذين جاؤوا للاستماع إلى كلمات عن غزة والقدس بل بقى الحال على ذات النسق 0
وتابع شقير : " بيروت والشام 000 من رأس شمرا لبيروت" حيث طاف بكافة " الأماكن " في سوريا ولبنان 0
وانتقل إلى أغنية " : بدك ما تواخذني ، واخذني لو بدك ...لعندك مش رايح : " وخلال هذه الأغنية قدمت له طفلة صغيرة كوفية فلسطينية ووضعتها على كتفه وصافحته 0
وغنى بعد ذلك : " ولا يوم جيتني وبايدك ورد " وقد أخذ الجمهور راحة في هذه الأغنية ، حيث ساد صمت إلى درجة الوجوم ، وخلا الجو للموسيقى ولسميح ، لكن الجمهور لم يتخل عن تأهبه للاشتباك وكان يقوم بواجبه بين الفينة والأخرى 0
أما أغنية " رجع الخي ياعين لا تدمعي " فأعادت الجمهور إلى درجة اشتباكه القصوى ، ورغم ذرف الدموع إلا أن نسوة قمن بالزغاريد تبعها تصفيق شبابي منسق 0وجمعت هذه الأغنية بين السياسة والعاطفة وهذا ما غذى الاشتباك بين شقير والجمهور 0ولم تزل تلك الطفلتين مرح وسعاد ترددان بالقرب مني كلمات الأغاني بذات الخشوع 0
الحاح الجمهور كان يتواصل بعد كل أغنيته طالبا أغنية " بيروت فقال شقير : لدي أغنية جديدة فالجولان وفلسطين وعمان ، جزء منا وبدأ يصدح " تنشوف أهالينا قديش اقراب لكن أبعد ما كان "
ولأن هذه الأغنية كانت جديدة فقد اضطر الجمهور لحبس أنفاسه ، لكن الأيدي لم تتوقف عن التصفيق وقد طاف شقير وسط وجوم جمهوره بلدات الجولان واحدة تلو الأخرى 0
ولعل شقير أدرك سر وجوم جمهوره ، وهو الذي طلب منهم الصخب والصوت العالي منذ البداية ، حيث غنى " : اسمك محتلي وجايب لي هوية ذل فكرك باخذها ؟" وقبل أن يكتمل المقطع اشتعلت القاعة اشتباكا وبعث الصخب المنظم إلى أبعد مدى 0
اتسم أداء هذه الأغنية يالتحدي والعنفوان وابراز الكرامة وعزة النفس وتابع شقير مخاطبا العدو في أغنية : " حلك افهمها ، حلك ارحل ...ارحل بعارك " حيث سجلت هذه الغنية درجة متقدمة من درجات الاشتباك عندما وصل إلى " ضرب القنا ولا حكم النذل فيا ".
اشتعل الجمهور اشتباكا حتى أن معظمم الشباب وبعض الشابات نظموا حلقات دبكة في فراغات الأمكنة ، وما أن قال " اشهدي علينا يابيروت "، حتنى انفلت الجمهور من عقاله 0 واستمر الوضع على ذات المنوال ، عندما غنى : " لو تسأل الجنوب شو جاب جنود وعسكر ، لو تسأل لشقيف ا سأل صور وصيدا ، تحاصرنا يابيروت وكبر الهم ، لما اطلعنا بالسفينة...........! "
وتواصل اشتباك الجمهور عندما غنى شقير " لو تنادينا يا الوطن " حيث واصل الشباب حلقات الدبكة على أنغام أغنية " بيروت من تعب بيروت من ذهب " وكان الختام أغنية " حب السفينة " حيث اضطر الجمهور الى مغادرة أجواء جبال السلط والكرامة وأغاني سميح والدموع تذرف على غير استحياء من الأعين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق