Heidi Montags Boob Job

الخميس، 23 أبريل 2009

أوتار مجهولة قصة فلسطينية تنقل القضية إلى العالم عبر الموسيقى



في السهرة الاولى التي بدأ بها مهرجان الجزيرة للأفلام التسجيلية كان الاختيار على تكريم القضية الفلسطينية وغزة، فبعد أن منحت جائزة للطفلة وردة التي توصلها بدورها للطفل احمد ابراهيم العالق في معبر رفح، والذي شاهده العالم عبر شاشة الجزيرة ينقل بكلماته الجريحة معاناة الأطفال ابان الحرب وبعدها، جاء دور الفيلم الفلسطيني "اوتار مجهولة" وهو من اخراج رفعت محمد عادي ليؤثث أول السهرات التسجيلية وسط حضور عدد كبير من الجمهور، الذي تابع أحداثه ، والحفلة التي أعقبته. والفيلم قصة معاناة حقيقية وتحد عظيم من انتاج تلفزيون الرعاة المحلي.
يرصد فيلم "اوتار مجهولة" قصة الموسيقيين في فلسطين ومعاناتهم اليومية من اجل ايصال ابداعهم الفني الى الناس، بل من أجل ممارسة هوايتهم وحبهم للموسيقى بشكل فيه الكثير من التحدي لظروف الاحتلال والفقر. تنتقل كاميرا رفعت محمد عادي من بيت لحم الى طولكرم الى القدس لترصد اصرار الموسيقيين وسيم قسيس وعلاء عبد الفتاح من أجل تأسيس موسيقى فلسطينية، ونقل التراث والابداع الفلسطيني للعالم، وبالتالي نقل القضية الفلسطينية ايضا للعالم. وسيم وعلاء شابان واحد من طولكرم والآخر من بيت لحم ولكل منهما قصته مع الموسيقى والغناء. ظروف العيش في فلسطين سمتها الفقر الظاهر في الكثير من البيوت المتواضعة والشوارع والأزقة الضيقة المليئة بالشعارات المكتوبة على جدران متهالكة. وفي هذه الأجواء يمكن ان تتخيلوا كيف يمكن للفنان أن يعزف ويغني بامكانيات ضعيفة واحيانا منعدمة.
لكل فنان قصته وعائلته أيضا ومشاعره. هذا كله لم يغفله الفيلم الذي أراد ان يجعل من قصة الشابين قصة الإنسان الفلسطيني الذي يحب ويعشق ويتزوج ويتألم ويحزن. يقول علاء ان أكثر ما احزنه وآلمه هو رحيل والده المربي عبد الفتاح عبد الرحيم الذي كان صديقا له وأبا ومعلما وكل شيء، وهو ما يجعل رحيله أكثر مرارة. علاء تزوج من فلسطينية بعد قصة حب طريفة وهو يرعى عائلة تتكون من ام وثلاث بنات واخ في السجن. هذا الأخ الذي سيحاول علاء ان يرينا إياه اثناء محاكمته في محكمة سالم بجنين، ولكن الجنود الاسرائيليين لم يسمحوا للمصور بالدخول. وفي آخر الفيلم سوف نعرف ان شقيق علاء السجين مازال في السجن الى اليوم.

اليأس لا يجد طريقه أبدا للمبدعين الفلسطينيين

قصة حياة طبيعية ولكنها مغموسة بالتحدي. فرغم انعدام الدعم والرعاية من مؤسسات الدولة، ورغم الحاجة فقد كان لوسيم وعلاء اصرار غريب، على التلحين والغناء، وإقامة الحفلات والسفر من مدينة الى اخرى. في غرف ضيقة يجتمع اعضاء الفرقة ويقومون بالبروفات، وبآلات موسيقية عادية واحيانا قديمة يصنعون اعذب الألحان ذات الطابع الفلسطيني. ومن مفاجآت الفيلم الكثيرة الابتكارات الطريفة التي أقدم عليها بعض الموسيقيين من صنع آلات ايقاع من أوان ومواد يومية أولية لا يمكن أن تتخيل انها يمكن ان تتحول الى ادوات موسيقية. فعلب البلاستيك الكبيرة وبعض الاواني النحاسية والبراميل والألواح كلها وبلمسات من موسيقيين عاشقين للفن تتحول الى آلات موسيقية. صحيح أن الحاجة ام الاختراع، ولكن اليأس أيضا لم يجد طريقه الى المبدعين الفلسطينيين. فهذا المبدع رغم كل الجراح والآلام مازال يعيش ويضحك ويحتفل ويرقص ويغني..إنه شعب مقبل على الحياة يتحدي صلف الاحتلال وغدر القريب والبعيد.
يتمنى بعض من اقتربت الكاميرا من وجوههم ان يلقوا الدعم من السلطة الفلسطينية او وزارة الثقافة الفلسطينية او غيرها من الهيئات، ولكن هذا الدعم لم يأت، ورغم ذلك تتواصل لقاءات الفنانين والموسيقيين من أجل بناء مستقبل للموسيقى الفلسطينية. ومن المؤكد أن قصة وسيم وعلاء هي قصة مصغرة للكثير من المبدعين في مجال الموسيقى ومجالات أخرى عديدة يعيشون في مدن فلسطينية شتتها الاحتلال، ولكن الروابط بينها مازالت قوية.
تقترب القصة من نهايتها، أو ربما بداية قصة أخرى جديدة، ولكن وسيم وعلاء لا يكلان من النضال اليومي المستميت من اجل صناعة موسيقى وأغنية فلسطينية. النهاية الجميلة هي التقاء وسيم قسيس وعلاء عبد الفتاح لاول مرة في بيت لحم لانجاز اعمال موسيقية مشتركة. وهذا اللقاء من المؤكد انه سيثمر الكثير من الانجازات وكان اولها ألبوم "حب الوطن 2009"
من هذا الألبوم غنى علاء من تلحين صديقه الجديد وسيم اغنية جميلة تقول:
من جراح الناس
من مآسينا
حب الوطن إحساس
ساكن أمانينا

انتهى الفيلم ولكن المفاجآت لم تنتهي فعلاء بطل الفيلم نفسه صعد على ركح قاعة المجلس في شيراتون الدوحة ليغني لجمهور المهرجان. كان لقاء مطعما بالحب والفخر والاعتزاز بهذا الشعب المتحدي وأبنائه المبدعين. ارتفع صوت علاء عبد الفتاح صادحا، مؤكدا ان الحلم الفلسطيني لا يموت. غنى العديد من المواويل الفلسطينية والأغنيات الخاصة به والتي أهداها الى غزة وأهل غزة. اغاني تحمل الكثير من الألم "نحن نادينا وما حدّ لبى النداء" وتحمل أيضا الكثير من التحدي:
صار القلب مجروح
والعين تبكي جروح
فديناك دم وجروح
لنرفع الرايات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق